ما هي قصة محمد ايدن الذي أعادته تركيا بعد هروبه ب180 مليون دولار ؟
أنقرة – اقتصاد تركيا والعالم
أعلنت النيابة العامة التركية في إسطنبول عن توقيف "محمد آيدن" في البرازيل، الذي يُتهم بتنفيذ عملية احتيال كبرى بعدما خدع كثيرين وهرب في النهاية وبحوزته 180 مليون دولار.
وقال بيان صادر عن مكتب المدعي العام بإسطنبول إن آيدن، المُدعى عليه في قضية "بنك تشيفتليك" تم توقيفه من أجل استكمال الإجراءات القضائية في نطاق الدعاوى المرفوعة ضده، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول.
وأوضح البيان أن السلطات البرازيلية ألقت القبض على آيدن، الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من قبل أنقرة، وأضاف أن تركيا تسلمت المطلوب بشكل رسمي اعتباراً من أمس السبت، تمهيداً لبدء عملية التحقيق وأخذ الأقوال، بالإضافة إلى الإجراءات القضائية الأخرى.
ونقلت السلطات التركية آيدن من مدينة ساو باولو البرازيلية عبر طائرة للخطوط الجوية التركية، ووصل إلى مطار إسطنبول في تمام الساعة 22:10 مساء بالتوقيت المحلي (+3 تغ)، قبل أن يتم نقله إلى شعبة مديرية الأمن في المطار، وسط تدابير أمنية مشددة، تمهيداً لنقله إلى مديرية أمن إسطنبول.
وبحسب وكالة الأناضول، استطاع آيدن إقناع عشرات الآلاف من الناس في تركيا بالاستثمار في مزرعته، التي أطلق عليها اسم "بنك المزرعة"، واعداً إياهم بأرباح خيالية.
نشر آيدن فكرته التي تقوم على إقامة نظام إلكتروني على الإنترنت، أشبه بلعبة "المزرعة السعيدة" التي انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يشتري المشتركون فيه دجاجات أو أبقاراً، تقوم الشركة المالكة للموقع بشراء دجاجات أو أبقار حقيقية مقابلها، لتربيتها في مزارع ضخمة ادعى امتلاكها في تركيا، وذلك بهدف الاستثمار والحصول على عوائد مالية كبيرة.
وسائل إعلام تركية أشارت سابقاً إلى أن آيدن مُتهم بالاحتيال على ما يقارب 80 ألف شخص، وذلك عبر إنشاء موقع إلكتروني سمّاه "بنك المزرعة".
وقدم آيدن للأشخاص الذين دفعوا له الأموال أرباحاً كبيرة جداً في الأشهر الأولى من تأسيسه للبنك، حيث كان يقوم بجمع الأموال من المساهمين ويعطيهم بعدها نسباً وفوائد عالية جداً، واستطاع أن يغري بها عشرات الآلاف من الناس الذين سارعوا إلى ايداع المبالغ الضخمة في بنكه طمعاً في العائد الكبير.
فتح آيدن العديد من المكاتب، وأسس مقراً لبنك المزرعة في إسطنبول، واشترى العديد من المزارع التي كان يقول إنها لعمله الذي يستثمر به في الأبقار والدواجن لإنتاج البيض والحليب وكل ما له علاقة بالمواشي والزراعة.
كذلك سبق أن أعلن أنه بصدد الإعلان عن عملة معدنية ستنافس عملة البيتكوين، لكن فجأة لاحظ المستثمرون في "بنك المزرعة" اختفاء المدير آيدن، وانقطاع التواصل معه، وكشف بعد ذلك أنه غادر البلد حاملاً معه نقود الناس.
وتقول وكالة الأناضول إن آيدن فرّ في النهاية حاملاً معه 180 مليون دولار من أموال عملاء البنك، وخرج من تركيا نحو أوروغواي في البداية، ثم ظهر في أماكن عدة إحداها الإمارات.
موقع سي إن إن تورك، كان قد نشر تسجيلاً صوتياً وقال إنه يعود لآيدن، وتحدث الأخير فيه عن قصة حياته، وأشار إلى أنه ولد بمدينة بورصا، في 31 مايو/أيار 1991، وتعود أصوله إلى مدينة غيرسون شمالي تركيا.
أشار آيدن في التسجيل أيضاً إلى أنه أسس "بنك المزرعة"، في أغسطس/آب 2016، برأس مال قدره 10 آلاف ليرة تركية، وخلال شهرين من جمع أموال المستثمرين قام بشراء 100 مزرعة في كاراكابي بورصة، قبل أن ينتقل لإسطنبول.
وأشار في حديثه إلى أنه تعرض إلى الخداع والاحتيال والفساد المالي الكبير من قبل شركائه، ما جعله يغادر تركيا إلى الأوروغواي، لكي يعمل على استعادة حقوق الناس بدلاً من الجلوس في تركيا بالسجن، وأضاف حينها أنه سيعمل على ذلك حتى النهاية.